كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إننا نشمّ هنا ريح اليهود ونجد بصمات أصابعهم المتلصصة، التي تريد أن يكون حديث الإسراء حديثا خافتا، لا بذكر إلا عند تلاوة الآية، دون أن يجرى له ذكر عند الحديث عن سور القرآن الكريم، كلما ذكرت آية من آيات هذه السورة، ونسبت إليها الآية.، وذكر السورة في القرآن الكريم يحرى عادة أكثر من ذكر أي آية من آياتها.
هذه واحدة، من فعلات اليهود في حديث الإسراء!
وأكثر من هذا كيدا، ومكرا، ما أدخلوه على حديث الإسراء ذاته من زور الأحاديث، التي أخذها عنهم بعض العلماء، عن غفلة، ونيّة حسنة، باعتبار أن هذه الأحاديث المبالغ فيها تعالى من قدر النبىّ، وترفع من شأنه.، وما دروا أن تلك المفتريات إذ تجتمع مع الحقّ، تبعث حوله الشك والاتهام، الأمر الذي يذهب بجلال الحقيقة وروعتها، وإنما مردّ ذلك الجلال، وتلك الروعة، إلى قربها من الطبيعة البشرية، ومداناتها للواقع المألوف.، وحسبنا شاهدا لهذا، القرآن الكريم، في إعجازه الذي قصرت عن مداناته أيدى الإنس والجن، ومع هذا، فهو من كلام لم يخرج عن مألوف اللسان العربىّ، ولم يجاوز حدود اللغة العربية! وسنرى في حديث الإسراء، ما دخل على هذا الحديث من دسّ اليهود وكيدهم، الأمر الذي ألقى شبها كثيرة عند من يستمعون إلى هذا الحديث وما اختلط به، فلا يدرى المؤمن ماذا يأخذ من هذه الأحاديث وماذا يدع، فلو أنه أخذها جملة لما اطمأن إليها قلبه، ولما سكن إليها عقله، ولو أخذ بعضا وترك بعضا، لفقد الثقة فيما أخذ أو ترك.. جميعا!!
مناسبتها للسورة التي قبلها:
ختمت سورة النحل، التي قبل هذه السورة بقوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
وهذا الختام يحدّث عما كان يعانيه الرسول الكريم من ضيق، وما يجده في نفسه من مشاعر الحزن والألم، لما يلقى من قومه وأهله من كيد، وما يرى فيهم من عناد وإصرار على الكفر والضلال.. فناسب ذلك أن يذكر معه، ما كان من فضل اللّه على النبي الكريم، بهذه الرحلة المباركة التي رأى فيها النبىّ الكريم ما رأى من آيات ربّه، فوجد في هذا، الروح لنفسه، والانشراح لصدره، والعزاء الجميل من مصابه في أهله..
ولعلّ فيما حدّث به ختام سورة النّحل ما يكشف عن بعض حكمة الإسراء، وأنه- كما سنرى- كان استضافة للنبىّ الكريم في رحاب الملأ الأعلى، ليستشفى مما نزل به من ضيق، وما ألمّ به من ألم، في هذا الصراع الذي كان محتدما بينه وبين قومه، حتى لقد كانت تتنزّل عليه آيات اللّه تدعوه إلى أن يرفق بنفسه، وأن يتخفف من مشاعر الحزن على أهله، ألا يكونوا مؤمنين، وفى هذا يقول سبحانه: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ} (8: فاطر) ويقول جلّ شأنه: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (99: يونس) ويقول سبحانه: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ} (56: القصص)..
ويجتمع هذا كله في قوله تعالى: في آخر سورة النحل: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}.
فناسب هذا الختام للسورة أن تجىء بعدها سورة الإسراء، وما كشف اللّه لنبيه في هذه الرحلة المباركة من جلال ملكوته، وما أراه من أسرار علمه وحكمته!.
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.
[سورة الإسراء: آية 1].
{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)}
التفسير:
سبحان: مصدر، منصوب، بفعل محذوف تقديره سبّح اللّه تسبيحا، أو سبّحه سبحانا..
أسرى: أسرى بكذا، أي سار به ليلا.، وأصل الفعل من السرّ، وهو ما خفى عن غير صاحبه من الأمور.، ولأن الليل يستر الناس، ويخفى شخوصهم وأفعالهم عن الناس، فقد سمّى السير فيه سرى.، وسمّى تحرك الليل نفسه، سرى، وذلك لأنه يقطع رحلته في دورة الفلك من أول الليل إلى آخره دون أن يدلّ دليل على حركته، إلا شواهد باهتة خفية لا يراها إلا من يتربص له، ويرصد مسيرته.. فأول الليل وآخره سواء، في مرأى العين.، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْر}. فالليل نفسه يسرى، أي يسير متخفّيا في ظلام، مستترا به، لا ننكشف حركته للناس..!
وعلى هذا، فكل حركة، أو عمل، يكون في خفاء يمكن أن يطلق عليه لفظ سرى، فيقال: أسريت بهذا الأمر أي فعلته سرّا، دون أن يطلع عليه أحد..
وقيد السّرى باللّيل هنا، يراد به تحقيق أمرين:
أولهما: اتخاذ الليل ستارا للسير، وظرفا حاويا له، حتى لا تنفذ إليه الأبصار..
وثانيا: التحرك في حذر، وحيطة، وفى خفاء، دون جلبة أو ضوضاء..
الأمر الذي يعين على إنفاذ الأمر دون أن يفضح.. فإن الليل وإن كان سترا يحجب الأبصار، فإن مع الأبصار التي حجبها الليل أسماعا، لا يعطّل وظيفتها ظلام الليل، بل سكونه يزيد من قدرتها على التقاط الأصوات، والإمساك بها.، ولعلّ هذا هو ما نلمحه في قوله تعالى: للوط عليه السلام: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} (81: هود) وقوله تعالى: لموسى عليه السلام: {فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} (23: الدخان).. فقد جاء الأمر إلى النّبيّين الكريمين بالسّرى ليلا، ليكون اللّيل ستارا لهذا السير، إلى جانب ما يكون من حذر وحيطة واحتراس، في إخفاء كل حركة، وكل صوت، ينبىء عن هذا السير، أو السّرى..! ومن هنا سمّى النّبع الجاري في سلاسة ورفق سمّى سريّا كما يقول سبحانه وتعالى لمريم: {فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} (24: مريم).
وقد توسعنا في شرح كلمة {أسرى} وفى قيدها بظرف الليل، لندرك السرّ في قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} وأن قيد السّرى هنا بالليل، وجعله وعاء حاويا له، لم يكن توكيدا للخبر بأن الإسراء كان بالليل، كما يقول بذلك المفسّرون، فهذا الظرف- في رأيهم على هذا القول- ليس له أثر في معنى لفظ الإسراء إذ الإسراء أو السّرى- عندهم- لا يكون إلا ليلا.. فكلمة {ليلا} عندهم لمجرد التوكيد، بالتكرار!! وقد رأيت أن معنى الإسراء، أو السّرى، هو الخفاء، وأنه مشتق من السّرّ، وأنه وإن غلب السّرى على اللّيل، فإن ذلك لا يمنع من أن يكون بالنّهار إذا وقع الأمر في ستر من الخفاء، غير هذا الستر الطبيعي الذي يتّخذ من الليل..
فقوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} يشير إلى أمرين:
أولهما: أن ظرف الإسراء كان ليلا، وثانيهما: أنه كان بحيث لم يشعر به أحد، بل وقع في ستر، بحيث لم يلحظه أحد من المتصلين بالنّبيّ، القريبين منه، الذين كانوا يشاركونه الحياة في بيته، وفى الحجرة التي كان ينام فيها.
ونستظهر من هذا أمرين أيضا:
أولهما: أن الإسراء بالرسول، صلوات اللّه وسلامه عليه، كان بجسده، ولم يكن بروحه الشريف وحده.، وأنه لو كان بروحه لما جاء التعبير القرآنى عنه بلفظ {أسرى} الذي يدلّ في ذاته على الستر والخفاء، ولما جعل هذا السّتر في مضمون ستر آخر هو الليل، كما يقول سبحانه: {ليلا}.
وثانيهما: أن هذا الإسراء بالنبيّ الكريم، لم يكن معجزة متحدّية، وإنما هو رحلة روحيّة، واستضافة من اللّه الرحمن الرحيم، للنبىّ، في رحاب ملكوته، حيث يشهد من ملكوت اللّه، ويتزود من ألطاف اللّه، ما لم يشهده بشر، وما لم يتزود به إنسان! هذا، وقد كان للإسراء حديث طويل متصل، امتلأت به كتب التفسير، والسّير، وقد دخل على هذا الحدث كثير من الخيال، وكثير من الكذب والدسّ، حتى كاد يختنق الشعاع المنبعث منه، وتغيب عن نظر الناظر فيه، مواقع العبرة والعظة منه..
ولهذا رأينا أن نقف من هذا الحدث وقفة، ندفع بها ما نستطيع دفعه من هذا الضباب المتكاثف حول الإسراء، حتى يستطيع المسلم أن يرى وجه هذه الآية الوضيئة التي اختص اللّه سبحانه وتعالى بها خاتم النبيين، وإمام المرسلين..
وقفة مع الإسراء، والمعراج:
قد رأينا في مفتتح هذه السورة أنها تبدأ بقوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فهذه الآية، هي كلّ ما ذكر القرآن ذكرا صريحا عن الإسراء.
وكان من أجل هذا أن سمّيت السورة سورة الإسراء، باعتبار أن الإسراء هو أبرز حدث فيها، وأظهر وجه من وجوه الأحداث التي عرضت لها هذه السورة.
وإذن، فالحديث الحقّ عن الإسراء، ينبغى ألا يخرج عن مضمون هذه الآية، وألا يجاوز حدودها..
والإسراء- كما يفهم من هذه الآية- هو رحلة سماوية، أرادها اللّه سبحانه لنبيّه الكريم، ليريه سبحانه وتعالى من آياته، ما لا تراه العيون، ولا تتظنّاه الظنون! وحدود هذه الرحلة- كما يذكر القرآن- هى: من المسجد الحرام بمكة، إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس.
وزمانها، لحظة من لحظات الليل.. كما يقول سبحانه: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} فالآية صريحة في الإسراء وفى أنه كان فعلا للنبى الكريم، وأنه واقعة حقيقية، وليس رؤيا مناميّة، وإلّا لما كان له ذكر خاص في سورة خاصة.
والذي يقف بالإسراء عند هذا الحدّ الذي قطعت به هذه الآية الكريمة، يجد أن تلك الإضافات الكثيرة، وتلك الذّيول الطويلة التي علقت بحديث الإسراء، ليس من معطيات الآية الكريمة، من جهة، ولا تستدعيه غاية الإسراء، ولا يحتاج إليها الكمال الذي يجب أن يكون عليه- من جهة أخرى..
فالإسراء، على ما تشهد به الآية- لم يكن- كما أشرنا من قبل- معجزة متحدية، وإنما هو- كما قلنا- رحلة روحية إلى بيت المقدس، مجمع الأنبياء، وأول قبلة للإسلام!!
دواعى هذه الرحلة:
كان الرسول- صلوات اللّه وسلامه عليه- قبيل الإسراء، في وجه خصومة عنيفة ظالمة، من قومه.. يدعوهم إلى الرشاد والخير، فيلقونه بالتكذيب والبهت، وبرمونه بالسّوء والأذى.، وهو رحيم بهم، حريص على هدايتهم، تكاد تذهب نفسه حسرة عليهم، إذ يراهم يتمزقون شعبا، ويتقطعون أوصالا، بين يدى دعوته التي يدعوهم إليها..
وليس حال أدعى من هذه الحال، للخروج من هذا الجوّ الثقيل الخانق، إلى جوّ آخر، فيه راحة للصدر واسترواح للنفس! ولكن: إلى أين المذهب والنبىّ قائم على دعوة السماء، موجه برسالتها؟
إنه لا مفرّ للنبىّ- إن أراد أن يظل في سجل الأنبياء- من أن يثبت في موقفه، لا يزايله، ولا يتحول عنه أبدا، وإن هلك! وقد قالها رسول اللّه- صلوات اللّه وسلامه عليه- لعمّه أبى طالب، حين دعاه عمّه إلى أن يترك ما هو فيه، ويلقى قومه بالموادعة، حتى لا تتمزّق وحدة قريش، ويقتل بعضها بعضا، فقال قولته الخالدة: «واللّه يا عمّ لو وضعوا الشّمس في يمينى ولقمر في بسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته، أو أهلك دونه» !
ولكن.. ها هي ذى الأحداث تزداد شدة، والشر يشتد اشتعالا، فتأتمر قريش فيما بينها على أن تكون جبهة واحدة في وجه النبي، ومن يقف إلى جواره من قومه..
وقد أبت العصبية العربية على بنى هاشم، وبنى عبد المطلب- رهط النبي الأدنين- أبت عليهم العصبية العربية، أن يتخلوا عن النبي، وأن يسلموه لقريش، تنال منه، وتستبد به! وكان من هذا أن عمدت قريش إلى مقاطعة بنى هاشم، وبنى عبد المطلب، وعقدت فيما بين بطونها وأفخاذها عهدا، على ألا يتعاملوا مع بنى هاشم، وبنى عبد المطلب، فلا يزوّجوهم، ولا يتزوجوا منهم، ولا يأخذوا منهم أو يعطوهم.
بل إنها القطيعة التامة في كل شىء بتواصل الناس به.
وقد واجه بنو هاشم، وبنو عبد المطلب، هذه الحرب الاجتماعية والاقتصادية، بشجاعة وصبر، وإباء، وأبوا أن يعطوا الدنيّة في هذا الامتحان، الذي تعرف فيه معادن الرجال.. فجمع أبو طالب- عميد بنى هاشم- أهله، وانحاز بهم إلى شعب أبى طالب، واستمر هذا الحصار، نحو ثلاث سنين، بلغ بهم الجهد فيها غايته، حتى سمع أصوات صبيانهم يتضاغون جوعا من وراء الشّعب! وطبيعى أن النبي الكريم، كان خلال هذه المحنة يحمل في نفسه كل ما لقى آل عبد المطلب، وآل هاشم، من جهد ومشقة.. فكل ما كان يقع من آلام في محيط أفرادهم، فردا فردا، وفى جماعاتهم، أسرة أسرة، كان يقع على مشاعر النبي، ويهيج خواطر الألم والإزعاج في نفسه. قبل أن يصل إليهم.. أضعاف ما كانوا يجدون من ألم وإزعاج! ذلك أنه- وهو النبي- يألم لآلام الناس جميعا، ويود لو حملها عنهم، أو رمى بها في مكان سحيق.. فكيف بما يقع في نفسه من هذا، للآلام التي يراها في أهله وذوى قرابته القائمين على نصرته؟ ثم هو من جهة أخرى، يرى أن ما نزل بأهله من آلام وشدائد، خلال تلك المحنة، إنما كان بسببه هو، وأن ذلك الذي احتملوه من أجله، لم يكن بسبب العقيدة والدّين، وإنما كان من أجل القرابة والدم، ولو كان من أجل العقيدة والدين، لهان الأمر، ولكان على أصحاب العقيدة أن يؤدّوا ضريبة الدفاع عن عقيدتهم، لقاء الثواب العظيم الذي ينتظرهم من رب العالمين! إن الآلام النفسية والروحية، بل والجسدية، التي احتملها النبي حلال تلك المحنة التي عاش فيها أهله.. كانت من أقسى ما لقى النبي في طريق دعوته من آلام.. إنه حمل آلام أهله كلها، وإن ذهب كل منهم بنصيبه منها.. فمن أجل النبىّ احتملوا هذه التجربة القاسية، وفى سبيل حمايته، والدفاع عنه، واجهوا هذه القطيعة المرة، واحتملوا عبء هذا الحصار المحكم الظالم. ثلاث سنين!